قالت صحيفة " لوفيغارو " الفرنسية أن أداء بيت التمويل الكويتي " بيتك " خلال الأعوام الماضية يجعله البنك الإسلامي الأول وذلك نظرا لما سجله من نتائج جيدة على أكثر من صعيد ، وذكرت الصحيفة التي تعتبر إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية في أوروبا وتحظى بمتابعة جيدة في عواصم صنع القرار في العالم أن النجاح الذي سجلته المصارف الإسلامية من خلال الصناديق التي طرحتها جعلتها تفكر بجدية في اقتحام أسواق جديدة ومنها السوق الفرنسية وذلك في المستقبل القريب ، ونقلت الصحيفة على لسان مسئول بارز أن ذلك سوف يتم عن طريق استثمارات مباشرة أو من خلال مشروعات مشتركة مع الشركات الفرنسية .
وأوضحت الصحيفة أن البنك سيقوم باعتباره مصرفا يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية بممارسة نشاطاته بعد التأكد من عدم مخالفة أي منها مع تلك الأحكام .
الضرائب الفرنسية
بيد أن البنك الذي يدير أصولا تبلغ قيمتها أكثر من 12 مليار دولار في أنحاء العالم ينتظر التغييرات في القوانين الضريبية الفرنسية ، وقال متحدث باسم بيت التمويل الكويتي إن النظام الضريبي الحالي غير موضوع لتسهيل الاستثمارات الأجنبية وأنه واثق من أن المشرعين الفرنسيين سيقومون بإجراء التغييرات الضرورية عاجلا ، وتقر الصحيفة أن فرنسا متخلفة في ذلك إذا تمت المقارنة مع الدول الأوروبية من حيث التشريعات ، وبالفعل يحتفظ بيت التمويل الكويتي الذي تم تأسيسه في عام 1977 بأصول تقدر قيمتها بنحو 750 مليون يورو موزعة بين السويد والمملكة المتحدة ودول منطقة اليورو. وتحتل أوروبا المركز الثاني بالنسبة لاستثماراته وتتقدم عليها الولايات المتحدة الأمريكية ، ويتفادى بيت التمويل الكويتي الاستثمار في بلدان أوروبا الشرقية في الوقت الحاضر بسبب عدم توفير كافة الضمانات المطلوبة للمجموعة التي يقودها بدر عبد المحسن المخيزيم .
عروض متنوعة
وكانت الصحيفة قد تناولت في نفس العدد فرص جذب فرنسا لاستثمارات من الشرق الأوسط بينت فيه أن فرنسا أخذت تجتذب مزيد من المستثمرين المدفوعين بتنوع العروض ، ليست بسبب حجمها فحسب بل أيضا بسبب موقعها ونوعيتها . وإذا كانت الاستثمارات الألمانية قد ظلت نشطة في سوق العقارات الفرنسية بشكل خاص ، فإن زيادة مشاركة المستثمرين من الشرق الأوسط تعد ظاهرة جديدة فقد حققوا أكثر من ضعف حصتهم من السوق في البلد خلال السنة الماضية وأنها تشكل الآن أكثر من 10% من إجمالي حجم الاستثمارات .
ومما لا شك فيه كان أبرز مثال لهذا هو شراء المقر السابق لـ Credit Foncier de France الذي يقع في فندوم Vendome وهو محل استراتيجي جدا من قبل صندوق استثماري قطري يسمى مايابان بي في Mayapan BV ويعتقد بعض المراقبين أن سعر البيع قد يكون نحو 250 مليار يورو أو ربع جميع الاستثمارات الشرق الأوسطية في فرنسا في السنة الماضية .
مهنية عالية
وتجيب الصحيفة على سر الافتتان المفاجئ بفرنسا من جانب المستثمرين من الشرق الأوسط في حين كانت بريطانيا حتى وقت متأخر البلد المفضل لديهم بأن جزء من الإجابة يعزي إلى القواعد الصارمة التي تحكم الصناديق الاستثمارية في الشرق الاوسط على الرغم من النفوذ الكبير التي تستخدمه ، سواء كانت تلتزم بالشريعة الإسلامية أو لا فإنها لا تستطيع أن تستثمر أموالها في أنشطة مثل السينما والمشروبات الكحولية والتبغ أو تمويلها مما يفسر السبب في بقاء سوق العقارات المجالات المفضلة لديهم .
وخلال سنوات كثيرة كانوا يستثمرون في كبرى الأسواق العالمية ونظرا لما يتمتعون به من المهنية المطلعة فإنهم ركزوا أساسا على القطاع الثالث في كبرى العواصم العالمية أو مراكز الأعمال التجارية . وبعد أن استثمروا بشكل كبير في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية فإنهم الآن قد اتجهوا بحثا عن الفرص في مكان آخر .