نظّم بيت التمويل الكويتي "بيتك" ندوة تثقيفية حول مخاطر العملات الافتراضية عبر حسابه على منصة "انستغرام"، بالتعاون مع نادي الإدارة والتسويق التابع لكلية العلوم الإدارية.
تحدث في الندوة المدير التنفيذي لأسواق رأس المال في "بيتك"، خالد الرخيّص عن بداية العملات الرقمية و وظيفتها وطريقة عملها. وقال إن العملات الرقمية التي ظهرت أواخر عام 2008 عن طريق عملة البيتكوين هي عملات افتراضية مشَّفرة تخضع لجهة رقابية، يتم تحويلها عن طريق نظام بلوكتشين، وظيفته دفتر سجلات لمحول العملة ومستلمها ويعطي صلاحيات للأخير للتصرف فيها.
وتطرق أيضاً إلى تزايد الاهتمام بالعملات الافتراضية في الفترة الأخيرة، قائلاً إن النظرة إليها كوسيلة لتحقيق ربح سريع أو دخل إضافي، دفع الكثيرين إلى التداول فيها، دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر الموجودة في هذا النوع من الاستثمار. وأضاف أن حركة العملة تتسم بالتذبذب أو ما يسمى بالتذبذب غير الطبيعي (Hydro Volatility)، وهو غير قائم على أسس معينة، مؤكدا أهمية الالمام والتثقف في المجالات الاستثمارية قبل الدخول فيها.
وأوضح الرخيّص أن مخاطر العملات الافتراضية تنقسم إلى شقين، الأول يتعلق بالعملة نفسها، والثاني منصات التداول بالعملات الرقمية.
وأشار إلى ما ذكرته تقارير أن عدد العملات الرقمية اليوم تخطى 4000 عملة، وهو ما يدل على سهولة إصدارها، مضيفا أن أي فرد لديه قدرات وخبرة في تكنولوجيا المعلومات بات بإمكانه إصدار عملة افتراضية وتصديرها وتسويقها عن طريق مؤثرين في وسائل التواصل لتشجيع الأفراد على شرائها. من خلال ذلك، يملك المُصدِرْ جزءاً كبيراً من العملة، وفي اللحظة التي تصعد فيها قيمتها، يبيع مركزه ليحقق أرباحا طائلة. بالمقابل، فأن الذين دخلوا في الاستثمار سيواصلون عملية البيع ليهوي سعر العملة، مما سيلحق بهم خسائر كبيرة، على عكس المصدر الذي حقق أرباحا طائلة من هذه العملية.
غياب الرقابة
بخلاف العملات الرقمية، أوضح الرخيّص أن إصدار الصكوك والسندات التقليدية على سبيل المثال لا يتم إلا بعد موافقة الجهات الرقابية المختصة التي تدرس الإصدار ومخاطره وتفاصيله، التي تمنح موافقتها بعد مراجعة وتقييم الإصدار ثم تسويقه، على عكس العملات الافتراضية التي يتم إصدارها وتسويقها وشرائها في يوم واحد عن طريق جهة غير معلومة.
وأضاف أن وجود جهة رقابية أمر ضروري، لتنظيم الإصدار وحفظ وحماية حقوق المستثمرين، وهو أمر لا ينطبق على العملات الرقمية المشفرة.
في سياق متصل، أوضح الرخيّص أن صعود وهبوط الأصول أمر شائع في فئات الأصول كالعقارات والأسهم وغيرها من فئات الأصول الأخرى، وأن حركة هذه الأصول مبنية على أساسيات (fundamentals). على سبيل المثال، صعود سهم شركة قد يكون سببه تحقيقها أرباحا، أو توسعات في أسواق جديدة، وهو ما يسمى (Positive news) على السهم، والعكس صحيح. بالمقابل، لا تستند حركة العملات الافتراضية على أساسيات.
كما تطرق الرخيّص إلى أن تخزين العملات الافتراضية على منصات معرّض للقرصنة وأن تحويل العملات الافتراضية من منصة لأخرى، في حال حصل أي خطأ في الترميز، لا يمكن تصحيحه، الأمر الذي يكبد المستثمر خسائر، إضافة إلى أنه لا توجد جهة رقابية يمكن اللجوء إليها في هذه الحالة.
وفي ختام الندوة، ثّمن جهود بنك الكويت المركزي في تبنيه حملة "لنكن على دراية" التي أطلقها في بداية 2021 بالتعاون مع اتحاد مصارف الكويت لنشر الوعي المصرفي وتعزيز أهدافه وبرنامجه المجتمعي الرامي إلى زيادة وعي الجمهور بأهم المواضيع المالية وكيفية التحوط من عمليات الاحتيال والسرقة والاستثمارات المحفوفة بالمخاطر.
تجدر الإشارة إلى أن "بيتك" يركز بشكل دائم على تنظيم العديد من الدورات التدريبية لموظفيه لرفع خبراتهم في مجال تخصصهم، ويحثهم على نقل هذه المعلومات بشكل مبسط ومركز إلى العملاء من خلال الاتصال المباشر في مواقع تقديم الخدمة وعبر أدوات وقنوات التواصل الاجتماعي والقنوات الإلكترونية المختلفة للبنك.