الناهض: مرونة البنوك ضرورة في الثورة الصناعية الرابعة
خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في الرياض
أكّد الرئيس التنفيذي للمجموعة في بيت التمويل الكويتي "بيتك"، مازن الناهض أن رقمنة العمليات والخدمات المصرفية توفر فرصاً كبيرة للبنوك عند تحويل نماذج أعمالها بما يتوافق مع التطورات التكنولوجية العالمية المتسارعة، مشيراً في الوقت ذاته إلى حاجة البنوك إلى وضع خطط استراتيجية متقدمة لضمان الحفاظ على جميع البيانات لعملائها.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر معهد التمويل الدولي الذي انعقد في مدينة الرياض، ضمن إطار اجتماعات قمة مجموعة العشرين (الرياض G20) تحت عنوان: "آفاق النمو الاقتصادي ومستقبل الخدمات المصرفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وعلى صعيد "بيتك"، قال الناهض إن البنك يستثمر بقوة في أحدث وسائل التكنولوجيا بهدف تقديم خدمات مبتكرة ضمن معايير السهولة والسرعة والأمان، موضحاً أن الخدمات التكنولوجية تعزز الإنتاجية وجودة الخدمة، مما ينعكس إيجاباً على زيادة مستويات الربحية.
واشار إلى أن "بيتك" قطع أشواطاً كبيرة في هذا المجال حيث أبرم شراكات واتفاقيات مع شركات خدمات التكنولوجيا المالية "فنتك"، فيما تبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوك تشين، فضلاً عن أن البنك استثمر 40 مليون دولار في صندوقين متخصصين في الخدمات التكنولوجية المالية "فنتك"، أحدهما مقره في المنطقة، والآخر في الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر الناهض أن عملاء "بيتك" ينفذّون أكثر من 100 مليون عملية أونلاين في السنة، مؤكداً على مواصلة الجهود بقيادة الابتكار وطرح خدمات متقدمة للعملاء وضمان الحفاظ على ريادة البنك في الخدمات التكنولوجية المالية.
وخلال الجلسة أيضاً، تحدث الناهض عن أهمية مرونة البنوك في الثورة الصناعية الرابعة، لافتاً إلى أن الابتكار هو عنصر استراتيجي للصناعات التي فيها منافسة عالية مثل صناعة الصيرفة.
وأوضح أن البنوك التي تمتلك مميزات تنافسية تحتاج إلى مواكبة التغييرات المتسارعة التي تتصف بها بيئة العمل في العالم، مضيفاً أن البنوك والصناعة المالية تمر بمرحلة التحول الرقمي حيث دخلت الأتمتة بقوة على العديد من الإجراءات والعمليات.
وحول أمن وخصوصية بيانات العملاء، لفت الناهض إلى ضرورة تعزيز الضوابط ومراجعة القوانين لتمكين عولمة البيانات، مبيناً أهمية تكامل الأداء على مستوى المنطقة لما يحمل ذلك من فوائد وفرص متنوعة.
وقال الناهض إن على البنوك المركزية والهيئات الرقابية الأخرى أخذ متطلبات تكامل أداء المنطقة بعين الاعتبار، وتعديل البيانات وقوانين الحوكمة لتصبح متكيفة مع هذا التكامل.
الأمن السيبراني
وخلال المؤتمر أيضا، أشار الناهض إلى أهمية تعزيز الأمن السيبراني في الصناعة المصرفية وتعزيز الجهود لمواجهة التحديات والمخاطر في هذا المجال، مع مواصلة رفع مستوى أنظمة الأمن السيبراني والتكنولوجيا ذات الصلة وفقا للمعايير العالمية.
وأضاف الناهض أن مسألة الأمن السيبراني لم تقتصر على البنوك فحسب، بل امتدت إلى الحكومات التي تبنت قوانين لمواجهة التحديات المتعلقة بهذا الشأن وسن قوانين معاملات إلكترونية جديدة.
اقتصاد منخفض الكربون
وتطرق الناهض إلى أهمية المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع وتحقيق الاستدامة على مختلف الأصعدة، مبيناً أهمية الانتقال إلى اقتصاد صديق للبيئة ومنخفض الكربون( low-carbon economy).
وللتحول إلى هذا النوع من الاقتصاد، أشار الناهض إلى ضرورة معرفة التغيرات في تدفقات التمويل إلى الاقتصاد الحقيقي، منوهاً بمسؤولية المؤسسات المالية للمساهمة في تطوير الأطر التحليلية لتقييم مخاطر التغيير المناخي وتعزيز الجهود الرامية إلى خفض الانكشاف على هذا النوع من المخاطر.
الشركات الصغيرة والمتوسطة
كما ناقش الناهض خلال جلسة المؤتمر أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة(SMEs) ودورها في النمو الاقتصادي، لافتاً إلى ضرورة دعم هذا القطاع المهم تماشياً مع رؤية 2035 التي تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، مشيراً إلى مساهمات هذا القطاع في تنويع الاقتصاد ولعب دور مهم في خلق فرص عمل للأجيال المقبلة.
وعن دور "بيتك" في هذا المجال، ذكر الناهض أن للبنك سجل حافل في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ومبادرات الشباب وتعزيز بيئة ريادة الأعمال، منوهاً بأن "بيتك" يستحوذ على حصة سوقية كبيرة في هذا القطاع، ويدعم نحو 1000 عميل من هذه الشركات.
من جانب آخر، لفت الناهض إلى أهمية تضافر جهود حكومات دول مجلس التعاون الخليجي لإرساء الاستقرار في القطاع العقاري في المنطقة، منوهاً بدور الهيئات الرقابية والتشريعية في قيادة النمو وتشجيع الاستثمار عبر تسهيل الإجراءات و وضع أطر وتشريعات سلسة.
الذكاء الاصطناعي
وعن دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل الصناعة المصرفية، قال الناهض إن "بيتك" يطبق هذه التكنولوجيا وفق أعلى معايير الأمان والجودة والمهنية، لافتاً إلى أن البنك أطلق برنامج روبوت للعمليات التشغيلية RPA، لتحسين كفاءة العمل وتطوير العمليات.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في تطوير تجربة العميل ضمن قطاع الخدمات المالية، مشيراً إلى فوائد هذه التقنية في ديناميكية الخدمات المصرفية.
واستعرض الناهض بعضا من الفوائد ومنها: الدقة، وتقليل الأخطاء البشرية، وتخفيض المصاريف، والسرعة في الأداء، وتحليل البيانات، والتحقق من عمليات الاحتيال الإلكتروني من خلال كشف أي عمليات مشبوهة، الأمر الذي يساهم بخلق بيئة مالية آمنة.
استقطاب المواهب
وتناول الناهض موضوعات ومحاور متنوعة مثل ضرورة مواصلة تطوير استراتيجيات الموارد البشرية في استقطاب المواهب وتصميم برامج تدريبية خاصة تواكب الاحتياجات العالمية في الصناعة المصرفية.
وقال إن"بيتك" أطلق في 2016 جائزة الابتكار(KFH Got Talent) الأولى من نوعها على مستوى المجموعة بهدف تحفيز الموظفين لإطلاق العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم، بما يساهم في تمكين الشباب الكويتي، وتأهيلهم لمواصلة مسيرة الابتكار التي بدأتها المجموعة، والارتقاء بالخدمات والمنتجات.
وتابع الناهض: "يركز "بيتك" على استقطاب الخريجين الشباب المتميزين أصحاب التخصصات المتعلقة بالتكنولوجيا والاتجاهات الرقمية المختلفة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وكل ما يتطلبه الابتكار المزعزع(Disruptive innovation) .
الجدارة الائتمانية وعمليات الاندماج
في سياق آخر، قال الناهض إن الجدارة الائتمانية والتصنيفات العالية لمجموعة "بيتك" والنمو الاقتصادي المستقر للكويت والبيئة الرقابية المتحفظة تشكل عوامل تحفيزية لاستقرار السيولة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على ثقة المستثمرين ويزيد الوصول إلى التمويل بعملات أجنبية عبر العالم.
ونوه أن إدارة السيولة الفعالة تساهم بتكوين أصول سائلة ذات جودة عالية مع توافر العملات المحلية والأجنبية في الظروف الاقتصادية الصعبة.
وناقش الناهض أنشطة الاستحواذ والاندماج في القطاع المصرفي على مستوى منطقة الخليج، مشيراً إلى أن مثل هذا النوع من العمليات يساهم في زيادة قدرة التسعير لدى البنوك عند المنافسة على الودائع، كما يساهم بتعزيز الربحية وخفض تكاليف التمويل المرتفعة على المدى الطويل.
وتأتي مشاركة "بيتك" في المؤتمر، في اطار الالتزام بالمساهمة في اثراء المؤتمرات الاقتصادية والمالية الدولية وتعزيز الخدمات المصرفية العالمية، وكذلك للاطلاع على أحدث التطورات الاقتصادية ومناقشتها مع مختصين وخبراء ماليين عالميين، حيث يمتلك "بيتك" خبرات عريقة بفضل مسيرته الطويلة وانتشاره الجغرافي الواسع، ومكانته الرائدة في صناعة التمويل الاسلامي عالميا.