الناهض: "بيتك" يستثمر بقوة في الابتكار المصرفي والتكنولوجيا المالية
على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية
شارك بيت التمويل الكويتي "بيتك" للعام السابع كراعٍ بلاتيني للدورة الـ26 من المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، الذي أقيم في مملكة البحرين، تحت رعاية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس وزراء مملكة البحرين، وبالتعاون مع مصرف البحرين المركزي.
ويجمع المؤتمر الذي يعد الملتقى الأكبر لقادة قطاع التمويل والصيرفة الإسلامية على مستوى العالم أكثر من 1000 من قادة الصناعة المصرفية والمالية الإسلامية وصانعي السياسات والمبتكرين وأصحاب المصالح، فيما يتركز موضوعه الرئيسي حول "الاتجاهات الكبرى في القطاعات البنكية والتمويل.
وشارك الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيتك" مازن الناهض، في حلقة نقاشية ضمَّت مجموعة من الرؤساء التنفيذيين في عدد من البنوك الإسلامية الذين تناولوا خلال حديثهم فرص نمو صناعة التمويل الإسلامي والتحديات والمخاطر التي تواجه الصناعة. كما شارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"بيتك- البحرين" عبد الحكيم الخياط، في حلقة نقاشية حول أهداف الشريعة والتمويل الاسلامي، حيث تم التطرق الى المشهد الحالي للصيرفة الاسلامية وتوجهاتها المستقبلية.
وقال الناهض خلال الحلقة النقاشية، إن الصناعة المصرفية تواجه تحديات في ظل التغير المتسارع في متطلبات واحتياجات العملاء وتوقعاتهم، وزيادة المنافسة مع الشركات غير المصرفية، والحاجة الكبيرة إلى الاستثمار في أحدث التقنيات الرقمية والبيانات.
وأضاف أن نمو الأنشطة التشغيلية وتحقيق معدلات نمو شبيهة بما تم تسجيله في العقود الماضية، إضافة إلى تقلبات أسعار النفط وما نتج عنها، يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي بشكل عام، خاصةً وأن الإنفاق الحكومي يمثل الدافع الرئيسي للنمو في هذه المنطقة.
ولمعالجة هذه التحديات، أوضح الناهض أن البنوك معنية بوضع نموذج تخطيط شديد التطور لمعالجة وتخفيف حدة المخاطر في المستقبل، واستخدام التقنيات الناشئة الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات لتلبية التوقعات المتزايدة للعملاء، مشيراً إلى أن الابتكار على أساس التكنولوجيا المالية الرقمية الجديدة (FinTech) سيغير من نموذج عمل البنوك، وأن تفوق البنوك في الناحية التشغيلية سيكون من خلال تطبيق أفضل الممارسات الدولية وتلبية متطلبات الجهات الرقابية المعنية.
"فنتك" وعمالقة التكنولوجيا
على صعيد المنافسة مع الشركات التكنولوجيا العالمية التي بدأت تطرق مجال الخدمات المالية، أكد الناهض أن "بيتك" وعلى غرار البنوك العالمية الكبرى، يستثمر بقوة في الابتكار المصرفي وأحدث وسائل التكنولوجيا المالية والتعاون مع شركات "فنتك"، لتلبية احتياجات النمو ومتطلبات العملاء والصناعة.
وأشار إلى أن البنوك الرقمية آخذة في الظهور كمنافس مباشر للمؤسسات المالية الكبيرة، مستفيدة من التكنولوجيا وتكاليف التشغيل المنخفضة لتوفير منتجات أكثر كفاءة من حيث التكلفة من البنوك التقليدية مع تلبية طلب المستهلكين المتزايد على الخدمات الرقمية.
مع ذلك، أوضح أن هناك العديد من العوائق الرئيسية التي تحول دون التعاون بين القطاع المصرفي وشركات التكنولوجيا المالية، فالبنوك ترى أن الأولوية هي طرح المنتجات والخدمات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة بأعلى مواصفات الأمان، ووضوح التشريعات الرقابية التي تنظم عمل شركات التكنولوجيا المالية، في حين ترى شركات "فنتك" أن العمل مع البنوك قد يكون صعباً بسبب اختلاف أسلوب الإدارة والثقافة والعمليات التشغيلية.
وأضاف أن مستقبل القطاع المصرفي يتحدد من خلال قدرته على التكيف مع تغير توقعات العملاء وتحولها السريع، وزيادة حدة المنافسة، وبنيتها التحتية وإدارة التكلفة من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا، ومدى دعم الجهات الرقابية لها ومراقبة القطاع.
حماية البيانات
وأوضح الناهض أن رضا العميل في الوقت الحالي ليس أمراً سهلاً، وأن سلوكه بات مرتبطاً بالاتجاهات العالمية وأكثر تطوراً من ذي قبل، خاصة وأن بحوزته اليوم معلومات أكبر وقنوات أكل تكلفة.
واعتبر أن تحسين تجربة العميل ما هي إلا وسيلة تعزز مركز البنك وأدائه المالي مقارنة بغيره من البنوك الأخرى. وعندما يتعلق الأمر بإطلاق منتج جديد، فإن العميل يفضل الموثوقية والمصداقية على الاعتبارات الأخرى. بمعنى أن العميل اليوم لا يهتم فقط بقيمة الخدمة أو المنتج فحسب، بل تهمه التجربة المصرفية أيضاً.
وأشار إلى أن النظام المصرفي بأكمله متصل بأجندات الرقمنة والوصول إلى التقنيات الجديدة، وبناء على ذلك فإن البنوك معنية بالعمل والتحول والابتكار مع ضمان حماية بيانات وسرية العملاء.
كما أكد الناهض أنه مع زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة، أخذت البنوك تضطلع بدور أكبر في مكافحة الجرائم المالية وحماية بيانات مستخدميها والبنية التحتية المالية، لاسيما وأنها تعمل في ظل بيئة تخضع لرقابة عالية.
بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى مواءمة البنوك بين خططها الاستراتيجية والاتجاهات الأخيرة بحيث تضمن سلامة البيانات المالية لعملائها، واعتبر أن بعض التقنيات مثل "بلوك تشين" قد توفر حلاً فريداً بحيث تستطيع البنوك عن طريقها تحسين طريقة حماية السرية الرقمية للعملاء.
وقال إنه في حين يمكن للقياسات الحيوية الرقمية «Biometrics» أن توفر عامل أمان إضافي لعملاء الخدمات المصرفية الرقمية، يعتبر الذكاء الاصطناعي لاعباً رئيسياً في تطوير تكنولوجيا الأمن السيبراني الفعالة، واستشهد بمثال عن واجهة برمجة التطبيقات API التي تساعد عملاء البنوك أيضاً في تعزيز الأمن، وشفافية البيانات والقدرة على التحكم.
وأشار إلى أن ثقة العميل هي المحرك الرئيسي لمواصلة البنوك استثمارها في التكنولوجيا، والذي يتضمن حماية بياناتهم والحفاظ على سريتهم.
الجدير بالذكر أن المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية ناقش في دورته الأخيرة القضايا المحورية الراهنة في مجال البنوك والتمويل الإسلامي، وتضمنت المحاور الرئيسية لهذا العام توحيد معايير التمويل الإسلامي، والتحول الرقمي، والتمويل المستدام، وعمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى استضافة جلسة خاصة حول توجه الصناعة فيما يتعلق بأهداف الشريعة، وتقديم عروض من قبل خبراء عالميين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، ونقاش حول فرص التمويل الإسلامي التي تقدمها مبادرة الحزام والطريق الصينية، وجلسة حوارية خاصة للرؤساء التنفيذيون ناقشوا خلالها أبرز القضايا التي تشغل السوق.