قال مدير عام بيت التمويل الكويتي- بيتك- محمد سليمان العمر في ورقة قدمها إلى الملتقى الذي نظمه اتحاد المصارف على هامش المنتدى الإسلامي الدولي – الذي يعقد في الكويت حاليا انه من الواضح إن النمو الذي تشهده صناعة الخدمات المالية الإسلامية هو الأعلى على مستوى الصناعات حول العالم ، حيث سجلت خلال السنوات العشر الأخيرة معدل نمو بلغ 20 %، وتخطت حاجز التريليون دولار أمريكي من حيث حجم الصناعة الآخذة في التطور، فضلا عن التنوع الشديد والقدرة الفائقة على تمويل المشروعات العملاقة في ظل اعتمادها على الربط بين المال والإنتاج الحقيقي، مما يؤدى إلى استقرار الصناعة ويقلل من مخاطرها .وقد وجدت بعض المصارف التقليدية العربية والخليجية والأجنبية ضالتها في النموذج الإسلامي لوجود قيم وأخلاق مهنية تحكم نموه وتطوره ، فضلا عن قدرته على التميز والمنافسة بقوة في كافة الأسواق التي دخلها، وإمكانيات أدواته في تلبية رغبات مختلف شرائح وقطاعات العملاء ، وتطلعه لتنمية المجتمعات التي يعمل فيها .
وأضاف العمرفى ورقته بعنوان "دور البنوك الإسلامية في التنمية وأفاق واعدة للنمو" إن الأسواق العـالمية تشهـد توجهـا دوليـاً لتبنى آليات وأدوات العمل المصرفي والاستثماري الإسلامي من قبل مؤسسات مالية تقليدية وعلى مستوى دول أخرى مثل المملكة المتحدة، وكندا واستراليا، وسويسرا وألمانيا وهونج كونج، وسنغافورة حيث بلغت المعاملات التي تتفق وأحكام الشريعة الإسلامية درجة عالية من الانتشار والتوسع، وهو ما جعلها تمتد إلى مختلف أرجاء العالم.
وفيما يتعلق بأسواق رأس المال، فقد تم الإعلان عن مؤشرين في عام 1999 لتوفير مقياس لأسعار الأسهم من أجل الاستثمار من جانب المؤسسات المالية الإسلامية، هما مؤشر سوق "داو جونز الإسلامي Dow Jones وسلسلة المؤشر الإسلامي العالمي للبورصة فاينانشيال تايمز Financial Times. وقد بلغ حجم التعاملات في مؤشر "داو جونز" حوالي 10 تريليون دولار أمريكي في أكثر من 40 دولة حول العالم .
كما أشاد صندوق النقد الدولي في تقرير صدر عنه في الربع الأخير من 2007 وأعده مجموعة خبراء في إدارة النظم المالية وأسواق رأس المال بحالة التوسع السريع في التمويل الإسلامي ، وأدى ذلك إلى طفرة في معاملات التورق الإسلامي تمخضت عن زيادة في إصدارات الصكوك بمقدار أربعة أضعاف من 7.2 مليار دولار في عام 2004 إلى 27 مليار دولار في عام 2006 .
وأكد إن معظم المراكز العالمية الدولية تتسابق على استقطاب المعاملات المالية الإسلامية بحيث شهدت السنوات الخمس الأخيرة نموًا سريعًا لصناعة التمويل الإسلامي على مستوى العالم ، وباعتبار أن المملكة المتحدة هي أحد المراكز المالية الدولية الرائدة، تجدر الإشارة إلى أن جزءًا كبيرًا من ذلك النمو يتركز في لندن التي أصبحت تمثل مركزًا عالميًا ناشئًا للتمويل الإسلامي.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها: التوسع العالمي للتمويل الإسلامي، والرغبة المتزايدة في الابتكار والاستجابة للأفكار الجديدة وإبداء قدرا ملائما من المرونة، وانتشار عدد كبير من المؤسسات الدولية الكبرى مثلBANK CITI، وDeutche، وHSBC في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا منذ عدة سنوات، والسيولة الزائدة المتوافرة في الشرق الأوسط التي ساعدت على تعزيز الصفقات الموافقة للشريعة الإسلامية .
وأوضح بأنه أبدت الحكومة البريطانية وغيرها من الحكومات رغبتها في منح الجالية المسلمة ميزة الحصول على الخدمات المالية التي تتفق مع معتقداتهم الدينية، وذلك بالتعاون مع بنك إنجلترا Bank of England وهيئة الخدمات المالية البريطانية FSA التي تسعى إلى دعم هذه التطورات. فحتى وقتنا الحالي، وافقت هيئة الخدمات المالية البريطانية FSA على تأسيس ثلاثة بنوك إسلامية.
وبشان تطور العمل المالي الاسلامى في الكويت قال العمر: كانت الكويت ولازالت من اكبر المراكز المهمة في صناعة الخدمات المالية الإسلامية،وقد انطلق منها العمل المصرفي الإسلامي منذ ثلاثين عاما، وهى مؤهلة الآن لتحتل مكانها كمركز مالي اقليمى وعالمي إسلامي واعد ، لدية كافة مقومات النجاح والتطور، ويظل بيت التمويل الكويتي- بيتك- أحد أكبر وأهم البنوك الإسلامية حول العالم الذي أثرى نموذجه المتكرر في العديد من البلدان