شدد الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيت التمويل الكويتي "بيتك " محمد سليمان العمر على أن العالم بحاجة إلى ما يمكن أن يطلق عليه ب " الدبلوماسية الاقتصادية " القائمة على التعاون بين كل دول العالم للخروج من الأزمة التي يعانيها الاقتصاد العالمي والتي تنعكس تداعياتها على جميع القطاعات والأسواق وعلى رأسها أسواق الأسهم ..فالأزمة لا تنحصر مظاهرها وتأثيراتها على بلد دون آخر وما لم يكن هناك تعاون وتنسيق شاملين بين الجميع ، فلن يكون هناك علاج مبكر لها ..كما شدد على أن الكويت التي قام كيانها الاقتصادي وتطور عبر السنين على المبادرة الفردية لن تستعيد ريادتها ودورها إلا من خلال هذا العامل الذي يعتبر حجر زاوية في مشروع إصلاح اقتصادي ينشد التنمية ، وذلك لسبب واحد منطقي وهو أن الإنسان هو محور ووسيلة وهدف أي برنامج تنمية شامل وحقيقي .
وأضاف في حلقة نقاشية مفتوحة في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت نظمتها أمس الأول رابطة طلبة الكلية وحضرها عدد كبير من الطلبة ، بأن النجاح في العمل في أي مجال ولاسيما القطاع الخاص يرتكز على وجود طموح لدى المرء يتسع الفضاء .. وفكر منفتح يستقبل كل جديد في العلم ..ورغبة دائمة بالتثقيف الذاتي ..وبنجاح الموظف ..تنجح المؤسسة.
و أكد على أهمية التعليم الذاتي والإدراك بأنها عملية مستمرة لا تتوقف عند أي حد سواء ما إرتبط بالسن أو بالمجال خاصة وأن وسائل الإتصال جعلت تدفق المعرفة يتم كالسيل المنهمر بشكل دائم ..مبينا بأن "بيتك " إعتمد هذا المنهج وقام بتوفير برامج ودورات تدريبية لموظفيه تقدم من خلال شبكة الإنترنت وفق ما يعرف بالتعليم الإلكتروني (e- learning ) حيث يستفيد كل الموظفين على إختلاف أعمارهم وطبيعة عملهم داخل المؤسسة .
وعلى هذا الأساس يأتي الإهتمام بالعنصر البشري على رأس الأولويات التي تركز عليها الإستراتيجيات وخطط وبرامج العمل التي يعمل بها "بيتك " وكلها تدفع إلى حفز الموظفين ليس على الإنتاجية فقط بل على الإبداع والإتقان وذلك من خلال خلق بيئة عمل مناسبة ..وتوفير أسباب النجاح ..فمن البديهي أن لا يتقن المرء عملا لا يحبه ..وألا يبدع في محيط لا يجد فيه نفسه أو راحته ..ولهذا وصفت مجلة فوربس المرموقة "بيتك " بأنه هارفارد البنوك الإسلامية ..وكذلك قالت وكالة موديز بأن "بيتك"يقدم نموذج بيئة العمل الناجح .
كما أشار العمر إلى رغبة عدد كبير من دول العالم بتواجد "بيتك " على أراضيها مشددا على أن مسئولي "بيتك " يلمسون في حواراتهم مع متخذي القرار في تلك البلدان أن رغبتهم تنبع من إدراكهم بأن المنهج الذي يعمل على أساسه ووفقا له قائم على التعامل مع مكونات الاقتصاد الحقيقي والذي يقوم بدوره على إعمار الأرض ..وهو منهج يعمل على معدل أكبر على دوران رأس المال وبما بفيد الاقتصاد الوطني في أي بلد ...كما إستفاد موظف "بيتك " من نجاح إستراتيجية "عالمية المؤسسة" فكل بلد يبدي رغبته بتواجدنا يكون مشفوعا بطلب يلحون عليه وهو أن يتواجد موظفون كويتيون ينقلون خبرتهم إلى أسواق تلك الدول وهو ما يثبت كفاءة الموظف الكويتي .
وفي معرض تناوله للأزمة التي يشهدها الإقتصاد العالمي وتنعكس بشكل واضح على أسواق الأسهم العالمية بما فيها سوق الكويت للأوراق المالية ..أرجع العمر بداية نشوئها إلى أزمة المساكن ( housing crisis) في أميركا قبل أكثر من سنة حيث كان الإقتراض يتم لبناء مساكن بغرض إعادة بيعها على آخرين بعد إرتفاع أسعارها وليس للسكن ولكن ما حصل في الواقع أنه بعد فترة من الزمن حدث معروض كبير من المساكن الجاهزة للبيع وإنخفضت الأسعار وحلت مواعيد سداد الديون ولم يتمكن المقترضون من الوفاء بإلتزاماتهم ..ثم تصاعدت حدة الأزمة وإنتشرت شرارتها لتصل إلى قطاعات ومناطق جغرافية أخرى ووصلت إلى معظم بلدان العالم بما فيها منطقة الخليج ومنها الكويت التي تراجع مؤشر أسعار الأسهم فيها ..ولكنه أكد بأن لا مشكلة سيولة لدى النظام المصرفي الكويتي ..وأن حنكة ومهنية بنك الكويت المركزي خففت إلى حد كبير من وطأة المشكلة في الكويت .
وأعرب عن تفاؤله بأن يتجاوز الإقتصاد المحلي آثار هذه الأزمة خاصة وأن الدولة تمتلك رصيدا كبيرا من الفوائض تحققت لها خلال السنوات الفائتة وهي ملتزمة بمعظم بنود الإنف