حوار - هبة عبدالمنعم:
يبلغ حالياً متوسط معدل النمو لسوق التمويل الإسلامي بالشرق الأوسط بالمتوسط حوالى خمسة عشر في المئة ويعد هذا القطاع من اكثر المجالات المالية جذباً لمؤسسات التمويل الدولية للاستفادة من فرص النمو والربحية التي توفرها، فخلال السنوات العشر الأخيرة فقط ارتفع حجم سوق التمويل الإسلامي العالمي ليصل إلى 200 مليار دولار وأصبحت خدماته تنتشر في75 دولة على مستوى العالم بنصيب سوقي يصل في بعض الدول إلى 30 في المئة·
وعلى المستوى الخليجي جذب نشاط هذه المؤسسات الانتباه خاصة في السنوات الأخيرة بعد قيام تلك المؤسسات المالية الإسلامية بالدخول في تمويل مشروعات ضخمة على مستوى المنطقة وتزايد نطاق وتنوع الخدمات التي تقدمها لجمهور المستثمرين والمتعاملين وفقاً لإطار الشريعة الإسلامية، ونتيجة لذلك زاد عدد البنوك الإسلامية في المنطقة بل وقامت مؤسسات مالية إسلامية متخصصة تمارس أنشطة إقليمية وعالمية إسلامية وتستعين بها مؤسسات التمويل العالمي لاستشراف محددات وصيغ التمويل الإسلامي حتى لا تفوتها فرصة اقتحام هذا النشاط الواعد·
ولأهمية موضوع التمويل الإسلامي والدور المتنامي لهذا النوع من أنواع التمويل في دعم وتوفير السيولة للعديد من المشروعات في منطقة الشرق الأوسط التقت الاتحاد جسار دخيل الجسار المدير العام لبيت التمويل الكويتى لتحديد أهم صيغ التمويل الإسلامي ومزاياه وأسباب الإقبال المتزايد عليه من قبل العديد من المشروعات·
المؤسسات المصرفية
وأكد الجسار على ان التمويل الإسلامي يعد أحد أهم وابرز أنشطة المؤسسات المالية الإسلامية، والتي أصبحت تتمتع بوجود قوى ومتنامي في الأسواق الدولية والمحلية، وبخاصة بعد نجاح وانتشار تجربة البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية التي يزيد عددها الآن عن 200 مؤسسة ومصرف منتشرة حول العالم تدير اكثر من 200 مليار دولار أميركي·
وقال ان التمويل الإسلامي يعتبر من أبرز أساليب التمويل الجديدة والمتميزة في آن واحد لكون استخدامه جاء في وقت بلغت فيه الأسواق مرحلة التشبع من التقليدية في أساليب التمويل التي لم تستطع بمفردها أن تواكب النمو الكبير والتطور المتسارع في أساليب التمويل والشغف المتواصل بالبحث عن الجديد· مؤكداً على ان التمويل الإسلامي يمثل أسلوبا مهما وقيمة مضافة للواقع الاقتصادي العالمي ولا أدل على ذلك من قيام بنوك عالمية كبرى بافتتاح فروع تعمل وفق الشريعة الإسلامية والتعامل من قبل هذه البنوك مع بنوك إسلامية في مشاريع اقتصادية كبرى في مناطق عديدة من العالم·
وعن مميزات التمويل الإسلامي قال الجسار ان من أهم تلك المزايا ارتباط هذا النوع من أنواع التمويل بالأمان وانخفاض حجم المخاطر المرتبطة به مقارنة بباقي أشكال التمويل الأخرى، وذلك لأن التمويل الإسلامي يتمتع بحماية مزدوجة فهو من جانب يخضع للاعتبارات القانونية والتنظيمية والإدارية التي تشمل أساليب التمويل التقليدي، ومن جانب آخر فالتمويل الإسلامي تحميه ثوابت شرعية باعتباره أحد تطبيقات الشريعة الإسلامية ولذا فهو اقتصاد قيمي يحكمه بعض الضوابط والأهداف الاجتماعية والغايات التنموية لخدمة المجتمع الإسلامي، تجسيداً للدور الهام للمال في الإسلام وبالتالي فمعايير تقديم التمويل لا تعتمد على تحقيق الربح فقط·
وأشار إلى أن تعدد صيغ ومجالات عمل التمويل الإسلامي يضيف ميزة جديدة إليه ومبررا آخر لزيادة الإقبال عليه من قبل الأفراد والشركات على حد سواء، وقال ان اهتمام الحكومات والجامعات ومراكز البحوث بهذا المجال الجديد، يوضح دوره المتزايد والمهم في نفس الوقت مشيراً إلى ان جامعة هارفرد على سبيل المثال وضعت مقررا علمياً وتنظم مؤتمراً سنوياً حول صيغ التمويل الإسلامي، فيما أصبحت العديد من المؤتمرات والندوات والمعارض العالمية تنظم لاستطلاع جوانب ومجالات عمل التمويل الإسلامي·
وكشف الجسار عن كون بيت التمويل الكويتي اول من أوجد عام 1996 صيغة توافقية تضمن مشاركة مؤسسات التمويل الإسلامية في المشاريع الكبرى جنبا إلى جنب مع مؤسسات التمويل التقليدية دون المساس بالثوابت الشرعية والأصول المنهجية القائمة على القواعد والأحكام الشرعية، وقد كان ذلك في مشروع إيكويت لإنتاج البتروكيماويات·
صيغ التمويل
وفي